
ابتلاءات كورونا وحكمة من الله سبحانه وتعالي
ابتلاءات كورونا وحكمة من الله سبحانه وتعالي
ابتلاءات كورونا وحكمة من الله سبحانه وتعالي ، النهاردة واللي هنتكمل فيه مع بعض ونتدبر رحمة ربنا في ظل الوقت الحاضر.
بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾.) صدق الله العظيم
كلما قرأت هذه الآية استوقفتنى كثيرا وكأنها تحكى لنا واقعنا الذى نعيشه الان فالخوف يحيط بنا من أكثر من جانب من الحاقدين على وطننا الحبيب سواء من الخارج او الداخل ويتربصون بنا وبمقدراتنا وليس هذا الخوف من الأعداء والحاقدين فقط وإنما أيضا هناك الخوف من أمراض وأوبئة فتاكة اذا كنا لانخشى على أنفسنا منها فإننا نخاف على أبنائنا وذوينا من الفقد وان نحرم منهم ليس ذلك فقط وإنما أيضا نخاف على أقواتنا وارزاقنا وكأننا خلقنا عبثا بدون رب كريم يدبر لنا أمورنا وشئون حياتنا ونخاف فى وقتنا الراهن من نقص الأموال وليس المقصود بالمال هنا النقود فقط وإنما المقصود بها هو كل ما تميل اليه النفس البشرية وتشتهيه من نقص فى النقود والبنين والحب والرضا والأمان والسكينة وراحة البال وسلامة الصدر نعم الجميع يعانى من نقص في كل هذه الأشياء وتراوده المخاوف بين الحين الاخر على ما يخاف فقده والحرمان منه، كما أن هناك فقد فى الأنفس من محبينا والقريبين منا من الأهل والأصدقاء كلنا نتابع بجدية كل يوم كم حصد الوباء منا ومن نجا منه وكأن النجاة منه هو معيار السلامة والأمان الوحيد فى مراحل حياتنا، حتى ثمراتنا ومحاصيلنا لا تكفى لسد حاجتنا منها ونقوم بشراء المزيد منها من الخارج.
وبرغم كل هذا استوقفتنى جملة (وبشر الصابرين) لماذا قال الله وبشر الصابرين ولم يقل والصابرين بشرهم بالرحمة والصلوات ..
لكن من رحمة الله بنا أراد أن يبشرنا بالمكافئة والجائزة قبل دخولنا فى فعل الصبر فاشار إلى الجائزة ليحث النفوس على العمل والاجتهاد وأيضا أشار لنا على الفعل والقول الصحيح وهو الرضا والتسليم التام لله وارجاع ملكيتنا اليه بقوله ( ان لله وان اليه راجعون) اى اننا ملك لله يتصرف فينا كما يتصرف الملاك فى املاكهم وهنا أريدك يا صديقى أن تسأل نفسك هل رأيت شخصا حكيما عالما خبيرا يعبث بممتلكاته وبصنعته والله ما رأيته بأم عينى، ان الصانع الحكيم يحافظ على سلامه منتجه وصنع يديه حتى من الهواء الطائر كما يقولون والذى يمتلك حيوانا فإنه يربيه ويتعاهده بالرعاية والحفاظ على سلامته من كل شئ
فهل نخاف ونحن ملك لاله حكيم خبير عليم رحيم؟!!!!
ثم أخبرنا بالمكافئة وهى صلوات الإله علينا والرحمة والمغفرة وهنا لطيفة أخرى حينما قال (عليهم صوات من ربهم) ولم يقل من الله لأن رب الشئ هو من يعوله ويتولاه ويتعاهده بالرعاية ويدبر أمره ويحافظ عليه من كل ما يسوؤه
ثم اختتم الآية باعلامه ان من فعل ذلك من الصبر والتسليم لله وارجاع ملكيته لربه هم المهتدون الذين هداهم الله لأفضل الأفعال والأقوال
?دمتم فى امان الله ورعايته?
? طه حسين الدرويشى ?